من طرف bishry الثلاثاء فبراير 03, 2009 5:51 pm
سلام الله عليك يا دكتور : اشفق عليك كثيرا لأنك مصر على أن تسير عكس القطيع وتصر أ ن ترمي بنفسك بنفسك داخل مناطق ملتهبة . يأخذك تفكيرك إلى مناطق وأمور بات يسلم بها الناس ويكأنها من ثابت الثوابت . ما تستطيع أن تقترب من رجل يدعي أنه رجل دين , مع أن إسلامنا الجميل لا يعطي رخصة لي أحد مهما كان لآن يحمل هذه الصفة . فالله عزوجل خاطب سيدنا الرسول بكلمات جميلة يقول فيها , وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ... نفهم من هذا أن العلاقة بين العبد والله هي علاقة مباشرة , بعكس المسيحية مثلا التي لابد وأن تدخل لملكوت الله فيها عن طريق رجل دين أو كهنوت . أفهم ويستوعب عقلي أن يكون هناك عالم دين , وأن يقدم رايه واجتهاده ويقف عند هذا الحد ولا يدعي أنه يقدم للناس الحقيقة المطلقة أو اليقين الثابت , بل يجب عليه أن يعمل ونصب عينيه أنه يجتهد وفقط ويكفيه أجر الإجتهاد . بس يا دكتور ممكن برضه ما يكون هذا ذنب علماء الين , لننا نحن الذين نعشق أن نصنع آلهة ثم نقوم بعبادتها حتى وإن كانت عى خطأ . مجرد افقتراب من اي رجل دين يجلب عليك المشاكل والاتهامات , حتى لو كان رجل الدين هذا تتناقض سلوكياته مع ما يدعو إليه , عندك مثلا رجل دين في مصر طبقت شهرته الآفاق , مطبق السنة تماما في بند الزواج , واخد حقه منه تمام بالأربعة , وطبعا لو حد تكلم , على طول الرد جاهز : دي سنة النبي .... أنت حتغير السنة يا جدع ؟؟؟ ويكأن الرجل ده طبق كل سنة النبي ولم يتبقى منها سوى سنته في الزواج . وغيره وغيره من بقية غخوانه اللي بيطلعوا على شاشات الفضائيات وهم ينافسون نجوم السيما في تظبيط شعرهم ودقونهم وبرفاناتهم وبيقبضوا بالدولار . تخيل بيقبض فلوس عن كلام ربنا اللي بيوصله للناس . ما بالك اليوم وأنت تقترب من قدس الأقداس عند المصريين من الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه . ما ذا تنتظر وأنت تنتقد الشيخ الجليل , م‘ أنه لا أحد فوق الانتقاد . دا سيدنا النبي نفسه ربنا لامه في القرآن في بعض المواقف والأحكام . أما نحن اليوم فلا نقبل نقدا في أحد ونعطيه قداسة ما يستحق أن يأخذها أحد في افسلام . أكتب لك هذا وأقول لك انني كنت من أحرص الناس يوم وفاة هذا الرجل أن اشارك في تشييع جنازته , بل وحملت كفنه على كتفي أنا وصديق عزيز علي من قشطوخ . أقر بفضل هذا الرجل وبعلمه وباسلوبه ولكن هذا كله لا يعطيه وصاية على عقلي . . ولكن أطلب منك يا صديقي ألا تحمل على الشيخ كثيرا , فالرجل كان يعيش في مناخ كله كذب ونفاق و وهو يُشكر أنه قدر يقول كلمتين للريس وسط زفة الكدابين والمنافقين اللي بيحولوا يصوروا للريس أنه عطية الله وهبته إلى شعب مصر , وأنه لولاه ما اشرقت الشمس على مصر . وما عرف الماء طريقه إلى مجرى نهر النيل , الرجل برضه يعلم الواقع وما يستطيع أن يبوح بأكثر من ذلك , لا تطلب أنت منه المستحيل . أدعو الله أن يهب مصر علماء دين لا يكونوا على شاكلة شيخ أزهرنا المبجل اللي لما سألوه عن حصار غزة قال ك لا أدري عنه شئ .... بل وتمادى بقوله : هي دي شغلتي ؟؟؟؟؟ دي شغلة وزير الخارجية , وعندما سأله حمدي قنديل عن من ينتقدونه , أجابه : بأنهم أهيف من أن يرد عليهم . ذكر كدة كلمة أهيف ويكأنه موش شيخ أزهر بل رجل قاعد في غرزة بيضرب حجرين مع شوية مزجنجية . كان نفسي أقول له وأذكره بأن فلسطين هناك تضم بين جنباتها أماكن إسلامية مقدسة , كنت أتوقع منه أن ينفطر قلبه عليها , وعلى وجودها بين يدي اليهود . لما تقارن تصرف واحد مثل هذا بشيخ جليل مثل الشعراوي ستجد أن الفرق كبير وكبير . يكفي الشعراوي أنه نأى بنفسه عن السلطة التي عرف بنباهته أنها ستكبله وأنها ستجنه داخل قفصها الحريري . نأى الشيخ الشعرواي عن هؤلاء المرتزقة والكدابين من الشيوخ والمفتيين الذين قال فيهم شاعر ظريف
الحمد لله بلغنا المنى لا حد في الخمر ولا في الغنا
قد حلل القاضي لنا ذا وذا وإن شكرناه أحل الزنا
وإن بدا لك من الشيخ شئ فلا تنسي أنه في النهاية بشر يصيب أحيانا ويخطئ أحيانا , لا تطلب منه أن يكون كاملا ومثاليا , لأنه لم يُخلق ولن يُخلق على هذه الأرض من يحمل هذه الصفات سوى النبياء والرسل الذين عصمهم الله عزوجل ليستطيعوا أن يوصولوا رسالات السماء للأرض
لك خالص تحياتي