أوصى الأسد ابنه الشبل
قال له:
لا تخف من أي حيوان على وجه البسيطة إلا
الإنسان
فعندما تسمع بوجوده بأرض اتركها بسرعة كي لا
يلحق بك الأذى.
سمع الشبل كلام أبيه الأسد
ولكنه عندما كبر وقويت عضلاته
واخذ يفتك بالحيوانات فأضخم حيوان أضحى يطرحه
أرضا ويأكله؛
دفعه الفضول ليرى الإنسان الذي خوفه ( أخافه )
أبوه منه
فأخذ يمشي في السهول ويتجه نحو العمران البشري
يبحث عن الإنسان؛إلى أن وجد إنسانا بيده حبل فوقف أمامه....
وسأله: أنت الإنسان
؟
فقال له الإنسان: نعم أنا
الإنسان
فقال له: لقد خوفني أبى منك كثيراً
وأنا أرى أني لو ضربتك ضربة
أطرحك أرضاً وأقطعك تقطيعاً.
وكيف يخوفني أبى منك. فقال له الإنسان: أنت لا تقدر على لو معي
سلاحي.
فقال له الأسد: أذهب واحضر
سلاحك وبارزني
فقال الإنسان: إذا ذهبت وأحضرت
سلاحي فسوف تهرب من هنا ولن أجدك
فقال الأسد: أعدك بأن لا أغادر
مكاني.
فقال الإنسان: لا أثق بوعدك لأنك حيوان وليس لك كلمة وأبوك خوفك (أخافك)
مني.
فقال الأسد: ماذا تريد مني غير الوعد.
فقال الإنسان أريد إن أربطك بجذع هذه الشجرة بهذا الحبل الذي
معي.
فقال الأسد ( وقد تقدم نحو الجذع ): اربط.......
فربطه الإنسان بجذع الشجرة بالحبل ربطة قوية في رقبته لصق رقبته بالجذع
وقطع فرعاً غليظاً من الشجرة وأخذ يهوى بها على رأس الأسد إلى إن مات.
ــــــــــــــــ انتهت الحكاية
ــــــــــــــ
إن الخطر الذي يواجه الإنسان هو من أخيه الإنسان الذي يعتدي عليه بالضرب
والنهب والسلب والغدر والقهر والترويع والإرهاب والاغتصاب والقتل ويحاربه في نفسيته
فيحطمها بالاكتئاب والإحباط.
كذلك قصة البدر بن عمار أمير طبريا الذي صرع الأسد بسوطه
وكان ذلك الأسد ضاريا لا يأكل سوى الإنسان ومن كثرة ما أكل من البشر صنع جبلاً من رؤوس البشر قرب بحيرة طبريا إلى أن
جاءه البدر بن عمار الذي لم يكن متدربا ولا مصارعا بل شخصا عاديا تحرك فيه الحافز
الروحي الذي ضاعف قوته عشرات المرات وصرع الأسد الضاري بسوطه بعد أن أصر على أن لا
يضربه بالسيف مع أنه كان موجودا معه وقد خلده المتنبي بقصيدة نذكر
منها:
أمعفر
الليث الهزبر بسوطه لمن ادخرت الصارم
المصقولا
وقعت
على الأردن منه بلية نضدت بها هـام
الرفاق تلولا
ورد إذا ورد البحيرة
شاربا ورد الفــرات زئيره
والنيلا