طيور تغرد خارج السرب
عقول مصرية في الخارج
* * *
أنقل لكم .. ملف بسيرة علماء و نوابغ من ابناء مصر ..
يبنون الأوطان خارج بلادهم ..
لعلنا نجد فيهم القدوة ..
او يجد من يبحث فى هذه البلد عن رمز ضالته
كتب اشرف جمال ٧/٦/٢٠٠٧
«زويل».. اسم ارتبط به الوجدان المصري فأبت عقول البسطاء قبل الفقهاء أن تنساه أو تتناساه بعد أن حلق منفردا في سماء «نوبل» للكيمياء عام ١٩٩٩، ليصير وبشهادة عالمية أحد عباقرة العصر الحديث، متحدياً برود وبيروقراطية البحث العلمي المصري والقائمين عليه، ومتخطياً صعاب الغربة التي اختار أن تكون البديل لوطن لم يمنحه الحق في أن يكون عالماً.
ولد أحمد حسن زويل في ٢٦ فبراير ١٩٤٦ بمدينة دمنهور محافظة البحيرة، وتلقي تعليمه الأساسي في المدينة نفسها ثم انتقل مع أسرته إلي «دسوق» بمحافظة كفر الشيخ وهناك أتم تعليمه الثانوي ليلتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٦٣ تلبية لرغبة طالما تعجل تحقيقها، فتخرج في الكلية عام ١٩٦٧، ثم نال بعد ذلك شهادة الماجستير من نفس الجامعة.
لم يكن نبوغ وعبقرية زويل محل تشجيع من غالبية أساتذته، بل كان دافعاً لتحطيمه معنوياً وإجهاض حلمه بأن يكون إنساناً ذا قيمة، مما دفعه للتفكير في الرحيل لينأي بنفسه عن مجتمع مريض لا يحب العلم، ولكنه قاوم هذه الفكرة كثيراً إلي أن انتهي من تسجيل رسالة الدكتوراه في زمن قياسي لا يتجاوز عدة شهور، وحينما تقدم بطلب لمناقشة رسالته فوجئ برفض «ساخر» من أساتذة كليته متعللين باستحالة مناقشة أي رسالة قبل سنتين من تسجيلها، فكانت الهجرة لا محالة.
استقبال بارد كان في انتظار زويل فور دخوله الأراضي الأمريكية، حيث اعتقد الأمريكيون أنه شاب شأنه شأن سائر أقرانه جاء ليأخذ من أمريكا لا ليعطيها، إلا أنه لم يكترث ببرودة الاستقبال واستعان بثقته في نفسه ناظراً إلي المستقبل في تحد وقوة كان يعلم أنها ستقهر البرودة وستجعله محل اهتمام الجميع، خاصة أن يقينه كان راسخاً في أن ما يسعي إليه من علم سيضيف جديداً إلي العالم ويفيد سائر البشرية.
قضي أحمد زويل سنوات طويلة يبحث ويدرس في مجال «الليزر» وتطبيقاته، حتي استطاع أن يحقق السبق العلمي الفريد الذي جعله يرشح أكثر من مرة للحصول علي جائزة نوبل في العلوم، إذ توصل إلي اختراع كاميرا يمكنها تصوير ورصد حركة الجزيئات فور ميلادها، وعند التحام بعضها ببعض، في سبق علمي هائل فتح الباب علي مصراعيه أمام العديد من الاستخدامات الطبية والعلمية، كما غير الكثير من المفاهيم التي كان يعتقد البعض أنها من الثوابت العلمية.
وتوالت انتصارات البروفيسور زويل - الذي يعيش حالياً في سان مارينو بولاية كاليفورنيا، ويعمل أستاذ كرسي في الكيمياء الفيزيائية بجامعة ليونس باولينج، وأستاذ الفيزياء في «كالتيك»، حيث سجل براءة اختراع جهاز تركيز الطاقة الشمسية، ثم حصل علي جائزة «ألكسندر فون همبولدن» من ألمانيا الغربية، وهي أكبر جائزة علمية هناك، كما حصل علي وسام «باك ويتني» من ولاية نيويورك، وجائزة الملك فيصل في الفيزياء.
ومن أعظم ما سجل زويل من إنجازات باهرة انتخابه بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم في عام ١٩٨٩، وكان وقتها أصغر الأعضاء سناً، إذ كان يبلغ ٤٣ عاماً وهي سابقة في تاريخ الأكاديمية التي لم تكن تقبل أعضاء أقل من ٥٥ عاماً مهما كانت إبداعاتهم العلمية.
وزويل ما بعد «نوبل» لم يتغير عما كان قبلها، حيث ظل حاملاً هم وطنه الأصلي مصر رغم جنسيته الأمريكية المريحة، ومكانته العلمية التي تضاهي في المقام مكانة رئيس الولايات المتحدة ذاته، فكانت أبرز أقواله المأثورة أن العالم العربي غائب عن خريطة القرن الـ ٢١ بسبب الضعف الاقتصادي والأمية والبطالة، داعياً إلي ضرورة إجراء تغيير شامل في القوانين والسياسات ومواجهة الفساد بشفافية.
وبمزيد من الأسي أضاف في إحدي ندواته أن العالم العربي بكل ثرواته ليس لديه ما يؤهله ليكون متناسباً مع تعداده وحضارته.
ورغم مساعيه الجادة والصادقة لخدمة وطنه ورسم مستقبل مشرق لأبنائه من خلال إنشاء مدينة علمية متكاملة، فإن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد أن اصطدمت بنفس البيروقراطية والفكر الهدام الذي كان سبباً في رحيله عن وطنه الأم، فما كان أمامه سوي الاستسلام والاكتفاء بمشاركة بني وطنه في المنتديات والاحتفالات العلمية «النظرية» علي أمل التطبيق ولو في الزمن البعيد.
يبنون الأوطان خارج بلادهم ..
لعلنا نجد فيهم القدوة ..
او يجد من يبحث فى هذه البلد عن رمز ضالته
«زويل» فارس «نوبل» المهاجر..
كتب اشرف جمال ٧/٦/٢٠٠٧
«زويل».. اسم ارتبط به الوجدان المصري فأبت عقول البسطاء قبل الفقهاء أن تنساه أو تتناساه بعد أن حلق منفردا في سماء «نوبل» للكيمياء عام ١٩٩٩، ليصير وبشهادة عالمية أحد عباقرة العصر الحديث، متحدياً برود وبيروقراطية البحث العلمي المصري والقائمين عليه، ومتخطياً صعاب الغربة التي اختار أن تكون البديل لوطن لم يمنحه الحق في أن يكون عالماً.
ولد أحمد حسن زويل في ٢٦ فبراير ١٩٤٦ بمدينة دمنهور محافظة البحيرة، وتلقي تعليمه الأساسي في المدينة نفسها ثم انتقل مع أسرته إلي «دسوق» بمحافظة كفر الشيخ وهناك أتم تعليمه الثانوي ليلتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٦٣ تلبية لرغبة طالما تعجل تحقيقها، فتخرج في الكلية عام ١٩٦٧، ثم نال بعد ذلك شهادة الماجستير من نفس الجامعة.
لم يكن نبوغ وعبقرية زويل محل تشجيع من غالبية أساتذته، بل كان دافعاً لتحطيمه معنوياً وإجهاض حلمه بأن يكون إنساناً ذا قيمة، مما دفعه للتفكير في الرحيل لينأي بنفسه عن مجتمع مريض لا يحب العلم، ولكنه قاوم هذه الفكرة كثيراً إلي أن انتهي من تسجيل رسالة الدكتوراه في زمن قياسي لا يتجاوز عدة شهور، وحينما تقدم بطلب لمناقشة رسالته فوجئ برفض «ساخر» من أساتذة كليته متعللين باستحالة مناقشة أي رسالة قبل سنتين من تسجيلها، فكانت الهجرة لا محالة.
استقبال بارد كان في انتظار زويل فور دخوله الأراضي الأمريكية، حيث اعتقد الأمريكيون أنه شاب شأنه شأن سائر أقرانه جاء ليأخذ من أمريكا لا ليعطيها، إلا أنه لم يكترث ببرودة الاستقبال واستعان بثقته في نفسه ناظراً إلي المستقبل في تحد وقوة كان يعلم أنها ستقهر البرودة وستجعله محل اهتمام الجميع، خاصة أن يقينه كان راسخاً في أن ما يسعي إليه من علم سيضيف جديداً إلي العالم ويفيد سائر البشرية.
قضي أحمد زويل سنوات طويلة يبحث ويدرس في مجال «الليزر» وتطبيقاته، حتي استطاع أن يحقق السبق العلمي الفريد الذي جعله يرشح أكثر من مرة للحصول علي جائزة نوبل في العلوم، إذ توصل إلي اختراع كاميرا يمكنها تصوير ورصد حركة الجزيئات فور ميلادها، وعند التحام بعضها ببعض، في سبق علمي هائل فتح الباب علي مصراعيه أمام العديد من الاستخدامات الطبية والعلمية، كما غير الكثير من المفاهيم التي كان يعتقد البعض أنها من الثوابت العلمية.
وتوالت انتصارات البروفيسور زويل - الذي يعيش حالياً في سان مارينو بولاية كاليفورنيا، ويعمل أستاذ كرسي في الكيمياء الفيزيائية بجامعة ليونس باولينج، وأستاذ الفيزياء في «كالتيك»، حيث سجل براءة اختراع جهاز تركيز الطاقة الشمسية، ثم حصل علي جائزة «ألكسندر فون همبولدن» من ألمانيا الغربية، وهي أكبر جائزة علمية هناك، كما حصل علي وسام «باك ويتني» من ولاية نيويورك، وجائزة الملك فيصل في الفيزياء.
ومن أعظم ما سجل زويل من إنجازات باهرة انتخابه بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم في عام ١٩٨٩، وكان وقتها أصغر الأعضاء سناً، إذ كان يبلغ ٤٣ عاماً وهي سابقة في تاريخ الأكاديمية التي لم تكن تقبل أعضاء أقل من ٥٥ عاماً مهما كانت إبداعاتهم العلمية.
وزويل ما بعد «نوبل» لم يتغير عما كان قبلها، حيث ظل حاملاً هم وطنه الأصلي مصر رغم جنسيته الأمريكية المريحة، ومكانته العلمية التي تضاهي في المقام مكانة رئيس الولايات المتحدة ذاته، فكانت أبرز أقواله المأثورة أن العالم العربي غائب عن خريطة القرن الـ ٢١ بسبب الضعف الاقتصادي والأمية والبطالة، داعياً إلي ضرورة إجراء تغيير شامل في القوانين والسياسات ومواجهة الفساد بشفافية.
وبمزيد من الأسي أضاف في إحدي ندواته أن العالم العربي بكل ثرواته ليس لديه ما يؤهله ليكون متناسباً مع تعداده وحضارته.
ورغم مساعيه الجادة والصادقة لخدمة وطنه ورسم مستقبل مشرق لأبنائه من خلال إنشاء مدينة علمية متكاملة، فإن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد أن اصطدمت بنفس البيروقراطية والفكر الهدام الذي كان سبباً في رحيله عن وطنه الأم، فما كان أمامه سوي الاستسلام والاكتفاء بمشاركة بني وطنه في المنتديات والاحتفالات العلمية «النظرية» علي أمل التطبيق ولو في الزمن البعيد.